كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


تنبيه‏:‏ جزم النووي في شرح مسلم بأنه يستحب البداءة في قص الأصابع بمسبحة اليمنى ثم الوسطى ثم البنصر ثم الخنصر ثم الإبهام وفي اليسرى بخنصرها ثم بالبنصر إلى الإبهام وفي الرجلين بخنصر اليمنى إلى الإبهام وفي اليسرى بإبهامها إلى الخنصر ولم يذكر للندب دليلاً وفي المجموع بعد نقله عن الغزالي وأن المازري اشتد إنكاره عليه ولا بأس بما قاله الغزالي إلا في تأخير إبهام اليمنى فالأولى تقديم اليمنى بكمالها على اليسرى قال ابن دقيق العيد‏:‏ وكل ذلك لا أصل له وذكر الدمياطي عن بعض مشايخه أن من قص أظفاره مخالفاً لم يرمد وأنه جربه اهـ، وما ذكره عن بعض مشايخه نقله الولي العراقي عن بعض مشايخ أبيه حيث قال حكى والدي عن بعض مشائخه أنه يبدأ بمسبحة اليد اليمنى فالبنصر فالإبهام فالوسطى فالخنصر فإبهام اليسرى فالوسطى فالخنصر فمجاور الإبهام فمجاور الخنصر وقال‏:‏ إنه جربه للسلامة من الرمد فصح وأنه كان يرمد فمن حين واظبه لم يرمد‏.‏

- ‏(‏الحكيم‏)‏ الترمذي ‏(‏عن عبد اللّه بن بسر‏)‏ المازني قال الحافظ ابن حجر‏:‏ فيه راو مجهول وقال شيخه الزين العراقي‏:‏ فيه عمر بن بلال غير معروف كما قاله ابن عدي وأقول‏:‏ فيه أيضاً عمر بن أبي عمر قال الذهبي‏:‏ عن ابن عدي مجهول وإبراهيم بن العلاء لا يعرف‏.‏

6130 - ‏(‏قص الظفر ونتف الإبط وحلق العانة يوم الخميس والغسل والطيب واللباس يوم الجمعة‏)‏ قد دلت الأحاديث الصحيحة على أنه يحصل سنة القص والنتف والحلق في أي وقت كان والضابط الحاجة وجاء في الخبر الآتي يفعل كل أربعين وفي بعضها كل أسبوع ولا تعارض لأن الأربعين أكثر المدة والأسبوع أقلها واختلف في اليوم الذي يتأكد فيه فعله من الأسبوع وقد اختلفت الأحاديث في ذلك ففي بعضها يوم الجمعة قال البيهقي في سننه‏:‏ روينا عن أبي جعفر مرسلاً كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم يستحب أن يأخذ من شاربه وأظفاره يوم الجمعة‏.‏ وفي الأوسط للطبراني عن عائشة مرفوعاً من قلم أظفاره يوم الجمعة وقى من السوء إلى مثلها وفيه أحمد بن ثابت في جزئه ضعيف وورد في حديثنا هذا يوم الخميس وهو من الأحاديث المسلسلة أخبرني به والدي ورأيته

‏[‏ص 519‏]‏ يقلم أظفاره يوم الخميس قال أخبرني الشيخ معاذ ورأيته يقلم أظفاره يوم الخميس قال أخبرني أستاذي شيخ الإسلام يحيى المناوي ورأيته يقلم أظفاره يوم الخميس قال أخبرني شيخ الإسلام وليّ الدين العراقي ورأيته يقلم أظفاره يوم الخميس قال أخبرني والدي ورأيته يقلم أظفاره يوم الخميس قال أخبرني أبو العباس أحمد الحرالي ورأيته يقلم أظفاره يوم الخميس قال أنا الحافظ عبد المؤمن الدمياطي ورأيته يقلم أظفاره يوم الخميس قال أنا صفر بن يحيى وأبو طالب ابن العجمي وعمر بن سعيد الحلبوني والحافظ أبو الحجاج يوسف ومحمد وعبد الحميد أبو عبد الهادي الدمشقيون ورأيت كلاً منهم يقلم أظفاره يوم الخميس قال أنا يحيى الثقفي ورأيناه يقلم أظفاره يوم الخميس قال أنا جدي لأبي أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل ورأيته يقلم أظفاره يوم الخميس قال رأيت الإمام أبا محمد الحسن بن السمرقندي يقلم أظفاره يوم الخميس قال رأيت الإمام أبا حفص المستغفري وهو يقلم أظفاره يوم الخميس قال رأيت الإمام أبا جعفر المكي يقلم أظفاره يوم الخميس قال رأيت الإمام إسماعيل المروزي بها يقلم أظفاره يوم الخميس قال رأيت الإمام أبا بكر محمد النيسابوري يقلم أظفاره يوم الخميس قال رأيت الفضل بن العباس الكوفي يقلم أظفاره يوم الخميس قال رأيت الحسين بن هارون الضبي يقلم أظفاره يوم الخميس قال رأيت عمر بن حفص يقلم أظفاره يوم الخميس قال رأيت جعفر بن محمد يقلم أظفاره يوم الخميس قال رأيت علي بن الحسين يقلم أظفاره يوم الخميس وقال رأيت علياً رضي اللّه تعالى عنه يقلم أظفاره يوم الخميس وقال رأيت رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم يقلم أظفاره يوم الخميس قال يا عليّ قص الظفر ونتف الإبط وحلق العانة يوم الخميس إلخ قال الزين العراقي‏:‏ في إسناده من يحتاج للكشف عنه من المتأخرين أما الحسين بن هارون الضبي ومن بعده فثقات وأما قص الظفر فقد مر الكلام عليه بما فيه مقنع قال ابن قدامة في المغني‏:‏ ويسن غسل رؤوس الأصابع بعد قصها ويقال إن الحك بها قبل غسلها يضر بالبدن ويستثنى من ندب قلم الأظفار موضع منها حالة الإحرام وعشر ذي الحجة لمريد التضحية وحالة الموت وحالة الغزو على ما في المحيط للحنفية وأما نتف الإبط فمتفق على ندبه وتحصل السنة بإزالته بحلق أو نورة لكن النتف أولى لأن الإبط محل الريح الكريه ونتفه يضعف أصوله ويرقق جرمه فيخف الاحتباس فتقل الرائحة المتعفنة ويتأكد أن يتولى ذلك بنفسه لما في تولي غيره لذلك من هتك الحرمة والمروءة بخلاف الشارب ذكره النووي قال الزين العراقي‏:‏ وهو مسلم في النتف لا الحلق لعسر حلقه لنفسه ويندب البداءة بالإبط الأيمن فينتف الأيمن باليسرى والأيسر باليمنى لأنه المتيسر ويستثنى مع ما مر حالة الموت وذكر بعض الشافعية أن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لم يكن له شعر تحت إبطه لحديث كان يرفع يديه في الاستسقاء حتى يرى بياض إبطيه قال الأسنوي‏:‏ وبياض الإبط كان من خصائصه وأما إبط غيره فأسود لما فيه من الشعر واعترضه العراقي بأن ذلك لم يثبت بل لم يرد في شيء من الكتب المعتمدة والخصائص لا تثبت بالاحتمال ولا يلزم من بياض إبطيه أن لا يكون له شعر لأنه إذا نتف بقي محله أبيض ولذلك ورد في حديث الترمذي عن عبد اللّه بن أقرم الخزاعي كنت أنظر إلى عفرة إبطيه إذا سجد والعفرة بياض غير ناصع فلو كان خالياً من الشعر لم يكن أعفر وإطلاق بياض الإبط في حق غيره موجود في كلام كثير من الفقهاء وغيرهم والإنكار فيه لأن الإبط لا تناله الشمس في السفر والحضر وأما حلق العانة فمجمع على ندبه قال النووي‏:‏ فيسن حلق جميع ما على القبل والدبر وحولهما وتحصل السنة بقصه أو حلقه أو نتفه أو تنويره لكن الأفضل في الإبط النتف والعانة الحلق لأن الإبط محل الريح الكريه والنتف يضعف الشعر فيخف الريح كما مر ونتف العانة يرخي المحل، نعم النتف للمرأة أفضل وينبغي لكل البداءة بالجانب الأيمن وحكمة حلق العانة التنظيف مما يكره عادة والتحسن للزوجين وهو للمرأة آكد وهذه الثلاثة لا تترك أكثر من أربعين يوماً لحديث أبي داود عن أنس وقت لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في قص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة أن لا تترك أكثر من أربعين ليلة ‏[‏ص 520‏]‏ فهي مضبوطة بالحاجة والأربعون غاية الترك والأفضل فعلها في كل أسبوع كما مر فيندب تعهد ذلك كل جمعة فإن لم يفعل فلا يهمله فوق أربعين‏.‏

- ‏(‏التيمي‏)‏ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل ‏(‏في مسلسلاته‏)‏ بالفعل يوم الخميس ‏(‏فر‏)‏ كلاهما ‏(‏عن علي‏)‏ أمير المؤمنين‏.‏

6131 - ‏(‏قفلة‏)‏ هي المرة من القفول وهو الرجوع من سفر ‏(‏كغزوة‏)‏ أي رب قفلة تساوي الغزو لكن القفول ترجح مصلحته على مصلحة المضي للغزو كخوف على الحرم وكون العدو أضعاف المسلمين ونحو ذلك أو المراد أن أجر الغازي في انصرافه لأهله راجعاً كأجره في إقباله للجهاد وقيل أراد بالقفلة الكرّة على العدوّ بعدما انفصل عنه فراراً أو لغيره‏.‏

- ‏(‏حم د ك‏)‏ في الجهاد لكن الذي رأيته في مستدركه بخط الحافظ الذهبي كعمرة بدل غزوة ‏(‏عن ابن عمرو‏)‏ بن العاص وقال‏:‏ على شرط مسلم وأقره الذهبي‏.‏

6132 - ‏(‏قل هو اللّه أحد‏)‏ مع كونها ثلاث آيات، وآيات القرآن تزيد على ستة آلاف ‏(‏تعدل ثلث القرآن‏)‏ لأن القرآن قصص وأحكام وصفات وهي متمحضة للصفات فهي ثلثه أو لأن ثواب قراءتها يضاعف بقدر ثواب ثلث القرآن بغير تضعيف‏.‏ قال الطيبي‏:‏ فلا يلزم من تكريرها على الأول استيعاب القرآن ويلزم على الثاني ‏.‏

فائدة‏:‏ قال ابن عربي‏:‏ ظهر لبعض أهل المكاشفة صور سور القرآن فساطيط مئة وثلاثة عشر سورة وكان أمّياً فقال كنت أسمع أن القرآن مئة وأربعة عشر سورة فقيل له قل هو اللّه أحد لا تسعها السماوات والأرض‏.‏

- ‏(‏مالك‏)‏ في الموطأ ‏(‏حم خ د ن عن أبي سعيد‏)‏ الخدري ‏(‏خ عن قتادة بن النعمان‏)‏ بضم النون بن يزيد بن عامر الأنصاري الظفري البدري ‏(‏م عن أبي الدرداء‏)‏ قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن‏؟‏ قالوا وكيف‏؟‏ فذكره ‏(‏ت ن عن أبي هريرة ن عن أبي أيوب‏)‏ الأنصاري ‏(‏حم ه عن أبي مسعود الأنصاري‏)‏ البدري ‏(‏طب عن ابن مسعود وعن معاذ‏)‏ بن جبل ‏(‏حم عن أمّ كلثوم بنت عقبة‏)‏ بن أبي معيط الأمويه أسلمت قديماً وهي أخت عثمان لأمّه ‏(‏البزار‏)‏ في مسنده ‏(‏عن جابر‏)‏ بن عبد اللّه ‏(‏أبو عبيد‏)‏ القاسم بن سلام ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ قال المصنف‏:‏وهو متواتر‏.‏

6133 - ‏(‏قل هو اللّه أحد تعدل ثلث القرآن‏)‏ أي تساويه لأن معانيه آيلة إلى ثلاثة علوم‏:‏ علم التوحيد وعلم الشرائع وعلم تهذيب الأخلاق وتزكية النفس، وسورة الإخلاص تشتمل على القسم الأشرف منها الذي هو كالأصل والأساس للقسمين الآخرين وهو علم التوحيد على أبين وجه وآكده ‏(‏وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن‏)‏ كما سبق توجيهه بما يغني عن إعادته‏.‏ قال حجة الإسلام‏:‏ ما أراك تفهم وجه هذا أو كأني بك تقول هذا بعيد عن الفهم والتأويل فإنّ آيات القرآن تزيد على ستة آلاف فهذا القدر كيف يكون ثلثها وهذا لقلة معرفتك بحقائق القرآن ونظرك إلى ظاهر ألفاظه فتظن أنها تعظم وتكثر بطول الألفاظ وقصرها، وذلك لظن من يؤثر الدراهم الكثيرة على جوهرة واحدة نظراً لكثرتها فاعلم أن الإخلاص تعدل ثلثه قطعاً وأرجح والقرآن ينقسم إلى الأقسام الثلاثة التي هي مهمات القرآن وهي معرفة اللّه ومعرفة الآخرة ومعرفة الصراط المستقيم، وهذه المعارف الثلاثة هي المهمات والباقي توابع والإخلاص مشتمل على واحدة من الثلاثة وهي معرفة اللّه وتوحيده وتقديسه عن مشارك في الجنس والنوع وهو المراد بنفي الأصل والفرع والكفء والوصف بالصمد يشعر بأنه السيد الذي لا مصمود في الوجود للحوائج سواه ‏[‏ص 521‏]‏ وليس فيها معرفة الآخرة والصراط المستقيم فلذلك تعدل ثلث القرآن أي ثلث الأصول منه كخبر الحج عرفة أي هو الأصل والباقي تابع‏.‏

- ‏(‏طب ك عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال الهيثمي‏:‏ فيه ابن لهيعة وهو ضعيف‏.‏

6134 - ‏(‏قل اللهم اجعل سريرتي خيراً من علانيتي واجعل علانيتي صالحة اللهم إني أسألك من صالح ما تؤتى الناس من المال والأهل والولد غير الضالّ والمضل‏)‏ أي غير الضال في نفسه المضل لغيره وهذا من جوامع الكلم وكان المصطفى صلى اللّه عليه وسلم يدعو به‏.‏

- ‏(‏ت عن عمر‏)‏ بن الخطاب قال‏:‏ قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يا عمر قل فذكره‏.‏

6135 - ‏(‏قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه‏)‏ قال ابن فلاح في المغني‏:‏ أجاز المبرد وصف اللهم قياساً على وصفه لو كانت معه ياء فكذا مع عوضها حملاً عليه ومنعه سيبويه لبعده من التركيب عن التمكن المقتضي للوصف مع ضعف وصف المناوي ويحمل مثله على البدل وقال الرضي‏:‏ لا يوصف اللهم عند سيبويه كما لا يوصف أخواته أي الأسماء المختصة بالنداء وأجاز المبرد وصفه لأنه بمنزلة يا أللّه واستدل بنحو اللهم فاطر السماوات والأرض، وهو عند سيبويه على النداء المستأنف، ولا أرى في الأسماء المختصة بالنداء مانعاً في الوصف بل السماع مفقود فيها ‏(‏أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه‏.‏ قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك‏)‏ قال ابن القيم‏:‏ قد تضمن هذا الحديث الاستعاذة من الشر وأسبابه وغايته، فإن الشر كله إما أن يصدر من النفس، أو من الشيطان‏.‏ وغايته إما أن يعود على العامل، أو على أخيه المسلم فتضمن الحديث مصدري الشر الذي يصدر عنهما، وغايتيه اللتين يصل إليهما اهـ‏.‏ فإن قلت لم قدم الاستعاذة من شر النفس مع أن شر الشيطان أهم في الدفع لأن كيده ومحاربته أشد من النفس لأن شرها وفساده إنما ينشأ من وسوسته ومن ثم أفردت له في التنزيل سورة تامة بخلافها قلت الظاهر أنه جعله من باب الترقي من الأدنى إلى الأعلى‏.‏

- ‏(‏حم د ت حب ك‏)‏ في الدعاء والذكر ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال‏:‏ إن أبا بكر سأل النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال‏:‏ مرني بكلمات أقولهم إذا أصبحت وإذا أمسيت فذكرها قال الحاكم‏:‏ صحيح وأقره الذهبي وقال في الأذكار بعد ما عزاه لأبي داود والترمذي‏:‏ أسانيده صحيحة وقال الهيثمي‏:‏ أحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح غير حيي بن عبد اللّه المغافري وثقه جمع وضعفه آخرون‏.‏

6136 - ‏(‏قل اللهم إني أسألك نفساً مطمئنة‏)‏ أي مستقرة تقطع بوحدانيتك وتجزم بحقيقة ما جاءت به رسلك بحيث ‏(‏تؤمن بلقائك‏)‏ أي بالبعث يوم الموت ‏(‏وترضى بقضائك وتقنع بعطائك‏)‏ أي تسكن تحت مجاري أحكامك‏.‏ أوحى ‏[‏ص 522‏]‏ اللّه إلى داود لن تلقاني بعمل هو أرضى عنك ولا أحط لوزرك من الرضى بقضائي‏.‏

- ‏(‏طب والضياء عن أبي أمامة‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ وفيه من لم أعرفهم‏.‏

6137 - ‏(‏قل اللهم إني ضعيف فقوني وإني ذليل فأعزني وإني فقير فارزقني‏)‏ قال بعض العارفين‏:‏ جرت عادة العامة أنهم متى حاولوا جلب رزق إنما يحاولونه بما يجانس كالتجارة والصنائع ومقاواة الأعداء في الحروب والمكايدة والخاصة إنما يحاولوه بما هو فوق تلك الرتبة من الأدعية والأذكار الصالحة فإنهم يملكون من أمر اللّه ما لا يملكه العامة فمتى عرض لأحدهم أمر اجتلب خيره واستدقع ضرّه بما وراء ذلك من الكلمات النافعة‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في الدعاء عن ابن فضيل عن العلاء بن المسيب عن أبي داود الأزدي الأعمى ‏(‏عن بريدة‏)‏ قال الحاكم‏:‏ صحيح ورده الذهبي فقال‏:‏ قلت أبو داود الأعمى متروك الحديث‏.‏

6138 - ‏(‏قل اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي ورحمتك أرجى عندي من عملي‏)‏ فإنه لن يدخل الجنة أحد بعمله ولا الأكابر إلا أن يتغمدهم اللّه برحمته‏.‏

- ‏(‏ك والضياء‏)‏ في المختارة من حديث عبد اللّه بن محمد بن جابر بن عبد اللّه عن أبيه ‏(‏عن‏)‏ جده ‏(‏جابر‏)‏ القول مرتين أو ثلاثاً فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قل إلخ فقالها الرجل ثم قال عد فعاد ثم قال مخرجه الحاكم في الدعاء رواته مدنيون لا يعرف واحد منهم بجرح انتهى وعبد اللّه لم يخرج له أحد من الستة وتوابعها وابن محمد تابعي مدني حدث عنه ابناه‏.‏

6139 - ‏(‏قل إذا أصبحت‏)‏ أي إذا دخلت في الصباح ‏(‏بسم اللّه على نفسي وأهلي ومالي فإنه لا يذهب لك شيء‏)‏ هذا من الطب الروحاني المشروط نفعه بالإخلاص وحسن الاعتقاد‏.‏

- ‏(‏ابن السني في عمل يوم وليلة عن ابن عباس‏)‏ قال‏:‏ شكا رجل إلى المصطفى صلى اللّه عليه وسلم أنه يصيبه الآقات فقال له قل إلخ قال النووي في الأذكار‏:‏ وإسناده ضعيف‏.‏

6140 - ‏(‏قل كلما أصبحت وإذا أمسيت بسم اللّه على ديني ونفسي وولدي وأهلي ومالي‏)‏ قال ابن عربي‏:‏ وحضور الذاكر عند نطقه بشيء من الأسماء الإلهية لا بد منه حتى يعرف من يذكر وكيف يذكر ومن يذكر واللّه خير الذاكرين وذكر الفخر الرازي أنه يشترط حضور القلب وفراغه من الشواغل الدنيوية والكدورات الجسمانية وإلا فلا يلومن إلا نفسه‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن ابن مسعود‏)‏‏.‏

6141 - ‏(‏قل اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني فإن هؤلاء‏)‏ الكلمات ‏(‏تجمع لك دنياك وآخرتك‏)‏ أي أمور دنياك وأمور آخرتك بالشروط المقررة فيما قبله‏.‏

- ‏(‏حم ه عن طارق‏)‏ بن أشيم ‏(‏الأشجعي‏)‏ والد أبي مالك يعد في الكوفيين ‏[‏ص 523‏]‏ قال‏:‏ كان الرجل إذا أسلم علمه النبي صلى اللّه عليه وسلم الصلاة ثم أمره أن يدعو بهذه الكلمات وفي رواية قال‏:‏ جاء أعرابي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال علمني كلاماً أقوله قال قل لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له إلخ قال هؤلاء لربي فما لي‏؟‏ قال قل اللهم إلخ‏.‏

6142 - ‏(‏قل اللهم إني ظلمت نفسي‏)‏ بارتكابي ما يوجب العقوبة ‏(‏ظلماً كثيراً‏)‏ بالمثلثة في معظم الروايات وفي رواية بموحدة قال في الأذكار‏:‏ فينبغي الجمع بينهما فيقال ظلماً كثيراً كبيراً احتياطاً للتعبد ومحافظة على لفظ الوارد ‏(‏وأنه‏)‏ أي الشأن ‏(‏لا يغفر الذنوب إلا أنت‏)‏ لأنك الرب المالك ولا حيلة لي في دفعها وهو اعتراف بالوحدانية وعظمته الربوبية واستجلاب للمغفرة ‏(‏فاغفر لي مغفرة‏)‏ نكره للتعظيم أي عظمة لا يدرك كنهها وزاد ‏(‏من عندك‏)‏ لأن الذي من عنده لا يحيط به وصف واصف ولا يحصيه عدّ عادّ مع ما فيه من الإشارة إلى أنه طلب أنها تكون له تفضلاً من عنده تعالى لا بعمل منه ‏(‏وارحمني‏)‏ تفضل عليّ وأحسن إليّ وزدني إحساناً على المغفرة ‏(‏إنك‏)‏ بالكسر على الاستئناف البياني المشعر بالتعليل ‏(‏أنت الغفور الرحيم‏)‏ كل من الوصفين للمبالغة وقابل اغفر بالغفور وارحم بالرحيم فالأول راجع إلى اغفر لي والثاني إلى ارحمني فهو لف ونشر مرتب فهذا عبد اعترف بالظلم ثم التجأ إليه مضطراً لا يجد لذنبه ساتراً غيره ثم سأله المغفرة، وقال بعض المحققين‏:‏ وقال من عندك مع أن الكل منه وإليه إشارة إلى أنه يطلب من خزائنه ما خزنه عن العامّة وللّه رحمة تعم الخلق وله رحمة تخص الخواص وهي المطلوبة هنا وقد استدلّ به للدعاء في آخر الصلاة قال في الأذكار‏:‏ وهو صحيح فإن قوله الآتي في صلاتي يعم جميعها اهـ‏.‏ وفيه رد على شيخ الإسلام زكريا أن قوله في صلاتي المراد به المحل اللائق بالدعاء وفيه منها وهو السجود وبعد التشهد الأخير فقط وفيه مشروعية طلب تعليم العلم من العلماء وإجابة العالم للمتعلم سؤاله والمراد بالنفس هنا بالذات المشتملة على الروح كما في قوله تعالى ‏{‏أن النفس بالنفس‏}‏ وإن اختلف العلماء في أن حقيقة النفس هي الروح أو غيرها حتى قيل إن فيها ألف قول والغفر الستر والمعنى أن الداعي طلب منه تعالى أن يجعل له ساتراً بينه وبين الذنوب إن لم تكن وقعت وساتراً بينه وبين ما يترتب عليها من العقاب والعتاب إن كانت وقعت ولا يخفى حسن ترتيب هذا الحديث حيث قدم الاعتراف بالذنب ثم بالوحدانية ثم بسؤال المغفرة لأن الاعتراف بذلك أقرب إلى العفو والثناء على السيد بما هو أهله أرجى لقبول سؤاله‏.‏

- ‏(‏حم ق ت ن ه عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب ‏(‏وعن أبي بكر‏)‏ الصديق رضي اللّه تعالى عنهما قلت يا رسول اللّه علمني دعاء أدعو به في صلاتي فذكره وفيه رد على من منع الدعاء في المكتوبة بغير القرآن كالنخعي‏.‏

6143 - ‏(‏قل آمنت باللّه‏)‏ أي جدد إيمانك باللّه ذكراً بقلبك ونطقاً بلسانك بأن تستحضر جميع معاني الإيمان الشرعي ‏(‏ثم استقم‏)‏ أي الزم عمل الطاعات والانتهاء عن المخالفات إذ لا تتأتى مع شيء من الاعوجاج فإنها ضده وانتزاع هاتين الجملتين من آية ‏{‏إن الذين قالوا ربنا اللّه ثم استقاموا‏}‏ وهذا من بدائع جوامع الكلم فقد جمعتا جميع معاني الإيمان والإسلام اعتقاداً وقولاً وعملاً إذ الإسلام توحيد وهو حاصل بالجملة الأولى والطاعة بسائر أنواعها في ضمن الثانية إذ الاستقامة امتثال كل مأمور وتجنب كل منهي وعرّفها بعضهم بأنها المتابعة للسنن المحمدية مع التخلق بالأخلاق المرضية وبعضهم بأنها الإتباع مع ترك الابتداع وقيل حمل النفس على أخلاق الكتاب والسنة قال القشيري‏:‏ وهي درجة بها كمال الأمور وتمامها وبوجودها حصول الخيرات ونظامها وقال بعضهم‏:‏ لا يطيقها إلا الأكابر لأنها الخروج عن المعهودات ‏[‏ص 524‏]‏ ومفارقة الرسوم والعادات‏.‏

- ‏(‏حم م ت ن ه عن سفيان‏)‏ بتثليث أوله ‏(‏ابن عبد اللّه الثقفي‏)‏ الطائفي له صحبة استعمله عمر على الطائف قال‏:‏ قلت يا رسول اللّه قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه غيرك فذكره ولم يخرجه البخاري قال النووي‏:‏ لم يرو مسلم لسفيان غير هذا الحديث وقال المناوي‏:‏ ولم أر لسفيان هذا غير هذا الحديث في مسلم ولا في الأربعة اهـ‏.‏ وهذا ذهول فقد رواه الترمذي عنه وزاد فيه قلت يا رسول اللّه ما أخوف ما أتخوّف عليّ‏؟‏ قال هذا وأخذ بلسانه‏.‏

6144 - ‏(‏قل‏)‏ يا علي ‏(‏اللهم اهدني وسدّدني، واذكر بالهدى هدايتك الطريق، وبالسداد سداد السهم‏)‏ قال القاضي‏:‏ أمره بأن يسأل اللّه الهداية والسداد، وأن يكون في ذلك مخطراً بباله أن المطلوب هداية كهداية من ركب متن الطريق وأخذ في المنهج المستقيم، وسداداً كسداد السهم نحو الغرض، والمعنى أن يكون في سؤاله طالباً غاية الهدى ونهاية السداد اهـ‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ معناه إذا سألت الهدى فأخطر بقلبك هداية الطريق لأن سالك الفلاة يلزم الجادّة ولا يفارقها خوفاً من الضلال، وكذا الرامي إذا رمى شيئاً سدد السهم نحوه ليصيبه فأخطر ذلك بقلبك ليكون ما تنويه من الدعاء على شاكلة ما تستعمله في الرمي، وقال القونوي‏:‏ اشترط في هذا الحديث صحة الاستحضار للأمر المطلوب من الحق حال الطلب، وذلك لأن الإجابة تابعة للتصور فالأصح تصوراً للحق تكون أدعيته مجابة وصحة التصور تابعة للعلم المحقق والشهود الصحيح، ولهذا قال في الحديث الآتي‏:‏ لو عرفتم اللّه حق معرفته لزالت بدعائكم الجبال، ألا ترى أن المصطفى صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم لما كان تامّ الشهود كانت أكثر أدعيته مستجابة وهكذا من داناه في المعرفة من الأنبياء والأولياء، وهؤلاء هم الموعودون بالإجابة متى دعوا بالدعاء المشار إليه بقوله تعالى ‏{‏ادعوني أستجب لكم‏}‏ فمن لم يعرف ولم يستحضر حال الدعاء بضرب مّا من ضروب الاستحضارات الصحيحة لم يدع الحق فلم يستجب له‏.‏ قال الراغب‏:‏ والتسديد أن تقوم إرادته وحركته نحو الغرض المطلوب ليهجم إليه في أسرع مدّة يمكن الوصول فيها إليه وهو المسؤول بقوله ‏{‏اهدنا الصراط المستقيم‏}‏‏.‏

- ‏(‏م د ن عن علي‏)‏ أمير المؤمنين ورواه الطبراني عن أبي موسى قال‏:‏ بعثني النبي صلى اللّه عليه وسلم على نصف اليمن ومعاذاً على نصفه فأتيته أسلم فقال لي قل إلخ‏.‏

6145 - ‏(‏قلب الشيخ شاب على حب اثنتين‏:‏ حب العيش‏)‏ أي طول الحياة ‏(‏والمال‏)‏ مجاز واستعارة يعني أن قلب الشيخ كامل الحب للمال محتكم كاحتكام قوة الشاب في شبابه‏.‏ ذكره النووي وقال غيره‏:‏ حكمة تخصيص هذين أن أحب الأشياء إلى ابن آدم نفسه فهو راغب في بقائها فأحبّ لذلك طول العمر وأحب المال لأنه أعظم في دوام الصحة التي ينشأ عنها غالباً طول العمر فلما أحس بقرب نفاذ ذلك اشتدّ حبه له ورغبته في دوامه‏.‏ قيل دخل رجل على أبي رجاء العطاردي فقال‏:‏ كيف تجدك‏؟‏ قال حب جلدي على عظمي وهذا أمل جديد بين عينيّ فما خرجنا من عنده حتى مات، وقال أبو عثمان النهدي‏:‏ بلغت نحواً من مئة وثلاثين سنة وما من شيء إلا وقد عرفت النقص فيه إلا أملي فإنه كما هو‏.‏

- ‏(‏م ه عن أبي هريرة‏)‏ وروى البخاري معناه‏.‏

6146 - ‏(‏قلب الشيخ شاب على حب اثنتين طول الحياة وكثرة المال‏)‏ قد عرفت معناه مما قبله‏.‏ قال النووي‏:‏ هذا صوابه اهـ‏.‏ وقيل وصفه بكونه شاباً لوجود هذين الأمرين فيه اللذين هما في الشباب أكثر وبهم أليق، وحب الدنيا ‏[‏ص 525‏]‏ هو كثرة المال، وطول الأمل هو طول الحياة، وفيه من أنواع البديع التوشيع وهو الإتيان بمثنى وتعقيبه بمفردين‏.‏

تنبيه‏:‏ أخذ بعضهم هذا فنظمه فقال‏:‏

قد شاب رأسي ورأس الحرص لم يشب * إن الحريص على الدنيا لفي تعب

لو كان يصدقني ذهني وفكرته * ما اشتد حرصي على الدنيا ولا نصبي

أسعى وأكدح فيما لست أدركه * والذهن يكدح في زندي وفي عصبي

- ‏(‏حم ن ك‏)‏ في الرقاق ‏(‏عن أبي هريرة عد وابن عساكر عن أنس‏)‏ قال الحاكم‏:‏ على شرطهما وأقره الذهبي‏.‏

6147 - ‏(‏قلب المؤمن حلو يحب الحلاوة‏)‏ يشير إلى أن المؤمن الخير في الحيوانات كالنحل يأخذ أطايب الأشجار والنور الحلو ثم يعطي الناس ما يكثر نفعه ويحلو طعمه ويطيب ريحه فهو يحب الحلو ويطعم الحلو ويعطي الحلو‏.‏ قال الحكيم‏:‏ المؤمن الكامل قد وضع اللّه في قلبه حلاوة التوحيد بحلاوته، فإذا جاءت الشهوة ضرب بتلك الحلاوة وجهها وردّها بقوة هذه الحلاوة‏.‏

- ‏(‏هب عن أبي أمامة‏)‏ ثم قال أعنى البيهقي‏:‏ متنه منكر وفي إسناده من هو مجهول ‏(‏خط‏)‏ في ترجمة أبي الحسن الخطيب ‏(‏عن أبي موسى‏)‏ الأشعري وقال أعني الخطيب‏:‏ رجاله ثقات غير محمد بن العباس بن سهيل البزار وهو الذي وضعه وركبه على الإسناد اهـ‏.‏ ونقله عنه في الميزان وأقره، ومن ثم أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق الخطيب وحكم بوضعه، وتعقبه المؤلف بإيراده من طريق البيهقي ولم يزد على ذلك وقد عرفت أن نفس مخرجه البيهقي طعن فيه ورواه الديلمي أيضاً وزاد من حرّمها على نفسه فقد عصى اللّه ورسوله ولا تحرموا نعمة اللّه والطيبات على أنفسكم وكلوا واشربوا واشكروا فإن لم تفعلوا لزمتكم عقوبة اللّه تعالى‏.‏

6148 - ‏(‏قلب شاكر ولسان ذاكر وزوجة صالحة تعينك على أمر دنياك ودينك خير ما اكتنز الناس‏)‏ أي خير ما اتخذوه كنزاً وذخراً فإن هذه الثلاثة جامعة لجميع المطالب الدنيوية والأخروية وتعين عليها، وإنما كان كذلك لأن الشكر يستوجب المزيد والذكر منشور الولاية والزوجة الصالحة تحفظ على الإنسان دينه ودنياه وتعينه عليهما‏.‏

- ‏(‏هب عن أبي أمامة‏)‏ قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم لمعاذ‏:‏ يا معاذ قلب شاكر إلخ رمز المصنف لحسنه وفيه يحيى بن أيوب قال النسائي‏:‏ ليس بذاك القوي‏.‏

6149 - ‏(‏قلوب بني آدم تلين في الشتاء وذلك لأن اللّه تعالى خلق آدم من طين والطين يلين في الشتاء‏)‏ فتلين فيه تبعاً لأصلها والمراد بلينها أنها تصير سهلة منقادة للعبادة أكثر فخرج بذلك الكافر وكل قلب طبع على القسوة فإنه منعه من رجوعه إلى أصله عارض‏.‏

- ‏(‏حل‏)‏ من حديث يحيى عن شعبة بن الحجاج عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان ‏(‏عن معاذ‏)‏ عن جبل ظاهر صنيع المصنف أن أبا نعيم خرجه وأقره والأمر بخلافه بل بين أن عمر بن يحيى متروك الحديث قال في الميزان‏:‏ أتى بخبر باطل شبه موضوع وهو هذا‏.‏ قال‏:‏ ولا نعلم لشعبة عن ثور رواية اهـ‏.‏ ومن ثم حكم ابن الجوزي بوضعه وقال‏:‏ إنما هو محفوظ من قول خالد كما قال أبو نعيم نفسه والمتهم يرفعه عمر بن يحيى وهو متروك ومحمد بن زكريا يضع اهـ‏.‏ وتعقبه المؤلف فلم يأت بشيء‏.‏

‏[‏ص 526‏]‏ 6150 - ‏(‏قليل الفقه‏)‏ لفظ رواية العسكري قليل العلم ورأيت بخط الحافظ الذهبي بدله التوفيق ‏(‏خير من كثير العبادة‏)‏ لأنه المصحح لها ‏(‏وكفى بالمرء فقهاً إذا عبد اللّه وكفى بالمرء جهلاً إذا أعجب برأيه‏)‏ قال العسكري‏:‏ أراد المصطفى صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم بهذا أن العالم وإن كان فيه تقصير في عبادته أفضل من جاهل مجتهد لأن العالم يعرف ما يأتي وما يجتنب قال‏:‏ وهذا مثل قول المصطفى صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم أفضلكم أعلمكم بهذا الدين وإن كان يزحف على أسته ‏(‏وإنما الناس رجلان مؤمن وجاهل فلا تؤذي المؤمن ولا تحاور‏)‏ بحاء مهملة ‏(‏الجاهل‏)‏ قال في الفردوس‏:‏ المحاورة المكالمة وروي لا تجاور بالجيم اهـ‏.‏ وهذا مسوق للنهي والزجر عن المراء والمجادلة‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ وكذا العسكري ‏(‏عن ابن عمرو‏)‏ بن العاص قال المنذري‏:‏ فيه إسحاق بن أسيد لين وقال‏:‏ ورفع الحديث غريب وقال الهيثمي‏:‏ فيه إسحاق بن أسيد قال أبو حاتم‏:‏ لا يشتغل به اهـ‏.‏ ورواه عنه البيهقي أيضاً وقال‏:‏ قال أبو حاتم إسحاق لا يشتغل به‏.‏

6151 - ‏(‏قليل التوفيق خير من كثير العقل‏)‏ فإن التوفيق هو رأس المال فعلى العاقل استيثاق اللّه تعالى لزيادة العمل والتقوى والجؤار إليه في إفاضته عليه من ذلك السبب الأقوى وفي رواية قليل التوفيق خير من كثير العمل وفي أخرى خير من كثير العبادة‏.‏ قال بعض العارفين‏:‏ ما قل عمل برز من قلب موفق زاهد ولا كثر عمل برز من قلب غافل لاه وحسن الأعمال نتائج حسن الأحوال ‏(‏والعقل في أمر الدنيا مضرة والعقل في أمر الدين مسرة‏)‏ قال الماوردي‏:‏ ذكروا أن زيادة العقل في الأمور الدنيوية تفضي بصاحبها إلى الدهاء والمكر وذلك مذموم وصاحبه ملوم وقد أمر عمر أبا موسى أن يعزل زياداً عن ولايته فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين عن موجدة أم جناية قال‏:‏ لا عن واحدة منهما ولكن خفت عن أن أحمل الناس فضل عقله وقال حكيم‏:‏ كفاك من عقلك ما دلك على سبيل رشدك وقيل قليل يكفي خير من كثير يلهي‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن أبي الدرداء‏)‏ ورواه عنه الديلمي لكن بيض ولده لسنده‏.‏

6152 - ‏(‏قليل العمل ينفع مع العلم‏)‏ فإنه يصححه ‏(‏وكثير العمل لا ينفع مع الجهل‏)‏ لأن المتعبد بغير علم كالحمار في الطاحون كما سيجيء في خبر‏.‏

- ‏(‏فر عن أنس‏)‏ بن مالك قال‏:‏ جاء رجل إلى النبي صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم فقال أي العمل أفضل قال العلم باللّه قاله ثلاثاً قال يا رسول اللّه أسألك عن العمل وتخبرني عن العلم فذكره‏.‏

6153 - ‏(‏قليل تؤدي شكره‏)‏ يا ثعلبة الذي قال ادع اللّه أن يرزقني مالاً ‏(‏خير من كثير لا تطيقه‏)‏ تمامه عند الطبراني أما تريد أن تكون مثل رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم لو سألت اللّه أن يسيل الجبال ذهباً وفضة لسألت اهـ‏.‏ وهذا من معجزاته فإنه إخبار عن غيب وقع فإنه دعا لثعلبة هذا أن ينمي ماله فنمت غنمه حتى ضاقت المدينة عنها فنزل وادياً وانقطع عن الجمعة والجماعة وطلبت منه الزكاة فقال ما هذه إلا أخية الجزية وفيه نزل ‏{‏ومنهم من (1) عاهد اللّه‏}‏ الآية‏.‏

- ‏(‏البغوي والباوردي وابن قانع وابن السكن وابن شاهين‏)‏ كلهم في الصحابة وكذا الطبراني والديلمي من طريق معاذ بن رفاعة عن علي بن يزيد عن القاسم ‏(‏عن أبي أمامة‏)‏ الباهلي ‏(‏عن ثعلبة بن حاطب‏)‏ أو ابن أبي حاطب الأنصاري قال أبو أمامة‏:‏ جاء ثعلبة إلى المصطفى صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم فقال‏:‏ يا نبي اللّه ادع اللّه أن يرزقني مالاً فقال‏:‏ ويحك يا ثعلبة أما تحب أن تكون مثلي فلو شئت أن تسير معي الجبال ذهباً لسارت فقال‏:‏ ادع اللّه لي أن يرزقني مالاً فوالذي بعثك بالحق نبياً لئن رزقنيه لأعطين كل ذي حق حقه قال‏:‏ لا تطيقه فقال‏:‏ يا نبي اللّه ادع اللّه أن يرزقني مالاً فقال‏:‏ اللهم ارزقه مالاً فاتخذ غنماً فبورك له فيها وتمت حتى ضاقت به المدينة فتنحى بها فكان يشهد مع المصطفى صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم بالنهار ولا يشهد صلاة الليل ثم نمت فكان لا يشهد إلا من الجمعة إلى الجمعة ثم نمت فكان لا يشهد الجمعة ولا الجماعة فقال المصطفى صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم ويح ثعلبة، ثم أمر المصطفى صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم بأخذ الزكاة والصدقة فبعث رجلين فمرّا على ثعلبة وقالا‏:‏ الصدقة فقال‏:‏ ما هذه إلا أخية الجزية فأنزل اللّه فيه ومنهم من عاهد اللّه‏}‏ الآية‏.‏ قال البيهقي‏:‏ في إسناد هذا الحديث نظر وهو مشهور بين أهل التفسير اهـ وأشار في الإصابة إلى عدم صحة هذا الحديث فإنه ساق هذا الحديث في ترجمة ثعلبة هذا ثم قال‏:‏ وفي كون صاحب هذه القصة ـ إن صح الخبر ولا أظنه يصح ـ هو البدري نظر‏.‏

6154 - ‏(‏قم فصل فإن في الصلاة شفاء‏)‏ من الأمراض القلبية والبدنية والهموم والغموم ‏{‏واستعينوا بالصبر والصلاة‏}‏ ولهذا كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إليها، والصلاة مجلبة للرزق حافظة للصحة دافعة للأذى مطردة للداء مقوية للقلب مفرحة للنفس مذهبة للكسل منشطة للجوارح ممدة للقوى شارحة للصدر مغذية للروح منورة للقلب مبيضة للوجه حافظة للنعمة دافعة للنقمة جالبة للبركة مبعدة للشيطان مقربة من الرحمن وبالجملة فلها تأثير عجيب في حفظ صحة القلب والبدن وقواهما ودفع المواد الرديئة عنهما سيما إذا وفيت حقها من التكميل فما استدفعت أذى الدارين واستجلبت مصالحهما بمثلها وسرها أنها صلة بين العبد وربه وبقدر الوصلة يفتح الخير وتفاض النعم وتدفع النقم‏.‏

- ‏(‏حم ه عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

6155 - ‏(‏قم فعلمها عشرين آية‏)‏ من القرآن ‏(‏وهي امرأتك‏)‏ قال القاضي‏:‏ لهذا الحديث فوائد منها أن أقل الصداق غير مقدر وأنه يجوز أن يجعل تعليم القرآن صداقاً وإليه ذهب الشافعي ولم يجوزه أبو حنيفة ومالك وأحمد ومنها الدلالة من طريق القياس على جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن وجعل منفعة الحر صداقاً ولم يجوزه أصحاب الرأي وأوّلوا الحديث بأن المرأة لعلها وهبت المهر وهو تأويل لا يناسب السياق‏.‏

- ‏(‏د عن أبي هريرة‏)‏ رمز لحسنه‏.‏

6156 - ‏(‏قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها‏)‏ هكذا هو في صحيح مسلم بلفظ الماضي ‏(‏المساكين وإذا أصحاب الجدّ‏)‏ أي الأغنياء والجدّ بفتح الجيم الغنى ‏(‏محبوسون‏)‏ في العرصات فلم يؤذن لهم في دخول الجنة لطول حسابهم ‏(‏إلا‏)‏ وفي رواية بدلها غير‏.‏ قال الطيبي‏:‏ وهي بمعنى لكن والمغايرة بحسب التفريق ‏(‏أصحاب النار‏)‏ أي الكفار فقد أمر بهم إلى النار فلا يوقفون في العرصات بل يساقون إليها ويوقف المسيئون في العرصات للحساب والمساكين هم السابقون إلى الجنة لفقرهم وخفة ظهورهم ‏(‏وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء‏)‏ لأنهم يكفرن العشير وينكرن الإحسان قال في المطامح‏:‏ يدل على ‏[‏ص 528‏]‏ أن الفقر أفضل من الغنى وهو مذهب الجمهور والخلاف مشهور‏.‏